من أروع قصص الحب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه قصة من اروع قصص الحب ..
فهى أسمى و أطهر و أعظم قصة حب, آل البيت والصحابه الكرام
هي قصة أرفع و أسمى و أعجب و أكرم من أن يمهد لها .
بطلتها زينب الكبرى رضي الله عنها ، كريمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
و السيدة المطهرة خديجة رضى الله عنها ، سليلة بيت من أعرق البيوت و أطهر الأنساب .
و بطلها هو أبو العاص بن الربيع ، ابن أخت السيدة خديجة الطاهرة المطهرة ، فهي خالته ،
و حسبه من الشرف أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال فيه :
" و الله ما ذممناه صهرا " ، " حدثني فصدقني ، ووعدني فأوفى لي " .
نعلم جميعا أن أول من آمن زوج الحبيب و كريماته . و كانت رقية و أم كلثوم قد زوجتا من عتبة و عتيبة ابني أبي لهب و امرأته حمالة الحطب ، و زينب زوجة أبي العاص بن الربيع .
فلما صدع الحبيب بأمر ربه ، ائتمرت به قريش ، و أرسلوا إلى أصهاره أن " قد فرغتموه من همه ، فاشغلوه ببناته " ، يريدون أن تطلق بنات الحبيب المصطفى . و ما كان أبو لهب و لا حمالة الحطب بحاجة إلى من يوعز لهما ، فقد سار لهما أبوهما مسلوب النخوة ليعلن : "رأسي من رأسيكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد " ، ففعلا .
أما العاص بن الربيع فقد أبى بحسم ان يطلق زوجه الكريم ، و قال :
" لا والله لا أطلقها و لا أفارق صاحبتي ، و ما أحب إن لي بامرأتي امرأة من قريش " .
و إنه على شدة حبه لها ، لم يسلم أول الأمر كما أسلمت ، و خلد التاريخ كلمات ذلك الصهر الشريف الذي يعرف الحق لأهله :
( و الله ما أبوك عندي بمتهم ، و ليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد ، لكني أكره أن يقال : إن زوجك خذل قومه ، و كفر بآبائه إرضاءا لامرأته ، فهلا عذرتني يا زينب ؟ )
ولما هاجر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
هاجرت كريمتاه أم كلثوم و فاطمة ، و قد سبقتهما رقية مع زوجها عثمان بن عفان
و تظل زينب مع زوجها أبي العاص في مكة ، و قلبها ما بين كسير على فراق الأحبة و آمل في تغير موقف زوجها .
و تتطور الأحداث سراعا حتى غزوة بدر الكبرى ، و ترى زينب أبا العاص في مكة يرتدي سلاحه مكرها ، و يخرج من داره متثاقلا ، و تحين منه التفاتة إلى الدار ، فتتلاقى العيون ... إنه خارج لقتال أبيها !!! و هي الحبيبة لو بيده يفديها ! و تطرق الكريمة في ألم ، فإما أن تفقد الزوج أو تفقد الوالد ، و كلاهما مصاب أليم . لك الله أيتها الغالية ، فليرقأ دمعك و ليطمئن بالك فإن الله ناصر أباك و غير خاذلك .
و ينقشع غبار المعركة عن نصر مؤزر للمسلمين ، و يساق الأسرى ، و فيهم الزوج الحبيب و الصهر الكريم – أبو العاص – أسره عبد الله بن جبير الأنصاري . و يعلم الحبيب المصطفى و هو الرحمة المهداة أن أولئك الأسارى فيهم أب أو زوج أو ابن لمسلم من المهاجرين ، فيوصي بهم : "استوصوا بالأسارى خيرا " . ثم يرسل في طلب زوج ابنته زينب و يبقيه عنده في بيته صلى الله عليه و سلم .
و بعث أهل مكة في فداء أسرى بدر ، و كان فيمن أرسلت ابنة الحبيب الكريمة و الزوجة الوفية ، أرسلت أثمن ما تملك لفداء الزوج الغالي . و ينظر الحبيب فإذا بين يديه قلادة زوجته الطيبة المطهرة السيدة خديجة ، قد أهدتها لابنتها زينب يوم أن زفت إلى أبي العاص ، و ها هي الابنة ترسلها فداءا لزوجها . فتدرك الحبيب الرقة و الرحمة فيبكي تأثرا ، و تتحدر الدرات الجمان واحدة تلو الأخرى فوق القلادة الشريفة في اليد الشريفة ، و يدرك المسلمون التأثر لحبيبهم عليه أكرم الصلاة و السلام ، و يسكن الجميع كأنما على رؤوسهم الطير .
ثم يرفع الحبيب رأسه ، و يقول لأصحابه : " إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها و تردوا لها ما عليها فافعلوا " ، و تسابق الجميع لاسترضاء الحبيب الغالي الذي لو شاء أمر ، و ردوا " نعم و نعمة عين يا رسول الله " . و أطلق الأسير ، و عاد يحمله قلبه على جناحين ، لولا هم يثقله ، لكان طوى الأرض طيا إلى تلك الحبيبة .
و عاد فإذا هي على الباب تستشرف وصوله ، و خفق القلبان ، و تلاقت عيناها الوادعتان بعينيه فأشاح ببصره ، و أمسك دموعا كادت تطفر . و أفضى إليها بما عاهد عليه أباها عليه الصلاة و السلام : " لقد طلب أبوك أن أردك إليه ، لأن الإسلام يفرق بيني و بينك فلا تحلين لي ، و قد وعدته أن أدعك تسيرين إليه و ما كنت لأنكث عهدي " .
و ربط الله تعالى على قلب المؤمنة الصابرة فثبت للامتحان ، و ركبت مع ولديها علي و أمامة بعيرا جهزه لها زوجها ، و أمر أخاه "كنانة بن الربيع " أن يأخذها إلى حيث ينتظرها زيد بن حارثة و رجل من الأنصار بأمر الحبيب المصطفى ليصحباها إلى المدينة . ووقف هو تلك المرة على باب الدار ، يملأ عينيه قدر ما يستطيع من صاحبته ، رفيقة الدرب ، و أم علي و أمامة . و حانت منها التفاتة أخيرة فألفى دمعا ينساب في استحياء على خديها ، إنها صابرة محتسبة ، و لكنه ألم الفراق . و سار البعير بهودجه ما يدور في خلده أن على ظهره أكرم كريمة و أغلى حبيبة .
و كانت زينب آنذاك حاملا ، و قد خرج بها كنانة نهارا ، و قريش لا تزال موتورة من الهزيمة النكراء التي ألحقها بهم المسلمون في غزوة بدر ، فخرج إليها رجال منهم يمنعونها ، و كان أول من لحقها هبار بن الأسود – أخسأه الله – روعها برمحه فوضعت جنينها .
فتأهب كنانة للدفاع عنها و نثر سهامه بين يديه و صاح فيهم : و الله إنكم لتعلمون أني أرمي فما أخطئ ، و لا يدنون مني رجل إلا وضعت فيه سهما . فأقبل عليه أبو سفيان و قال : أيها الرجل كف عنا نبلك نكلمك . فكف عنهم ، فتقدم إليه أبو سفيان و قال : إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رءوس الأشهاد علانية و قد عرفت مصيبتنا و نكبتنا ، فيظن الناس فينا الضعف و الوهن ، و أن ذلك من ذل ما أصابنا . و لعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، و لكن ارجع بها حتى إذا هدأت الأصوات و تحدث الناس أن قد رددناها فاخرج بها سرا و ألحقها بأبيها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه قصة من اروع قصص الحب ..
فهى أسمى و أطهر و أعظم قصة حب, آل البيت والصحابه الكرام
هي قصة أرفع و أسمى و أعجب و أكرم من أن يمهد لها .
بطلتها زينب الكبرى رضي الله عنها ، كريمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
و السيدة المطهرة خديجة رضى الله عنها ، سليلة بيت من أعرق البيوت و أطهر الأنساب .
و بطلها هو أبو العاص بن الربيع ، ابن أخت السيدة خديجة الطاهرة المطهرة ، فهي خالته ،
و حسبه من الشرف أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قال فيه :
" و الله ما ذممناه صهرا " ، " حدثني فصدقني ، ووعدني فأوفى لي " .
نعلم جميعا أن أول من آمن زوج الحبيب و كريماته . و كانت رقية و أم كلثوم قد زوجتا من عتبة و عتيبة ابني أبي لهب و امرأته حمالة الحطب ، و زينب زوجة أبي العاص بن الربيع .
فلما صدع الحبيب بأمر ربه ، ائتمرت به قريش ، و أرسلوا إلى أصهاره أن " قد فرغتموه من همه ، فاشغلوه ببناته " ، يريدون أن تطلق بنات الحبيب المصطفى . و ما كان أبو لهب و لا حمالة الحطب بحاجة إلى من يوعز لهما ، فقد سار لهما أبوهما مسلوب النخوة ليعلن : "رأسي من رأسيكما حرام إن لم تطلقا بنتي محمد " ، ففعلا .
أما العاص بن الربيع فقد أبى بحسم ان يطلق زوجه الكريم ، و قال :
" لا والله لا أطلقها و لا أفارق صاحبتي ، و ما أحب إن لي بامرأتي امرأة من قريش " .
و إنه على شدة حبه لها ، لم يسلم أول الأمر كما أسلمت ، و خلد التاريخ كلمات ذلك الصهر الشريف الذي يعرف الحق لأهله :
( و الله ما أبوك عندي بمتهم ، و ليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شعب واحد ، لكني أكره أن يقال : إن زوجك خذل قومه ، و كفر بآبائه إرضاءا لامرأته ، فهلا عذرتني يا زينب ؟ )
ولما هاجر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ،
هاجرت كريمتاه أم كلثوم و فاطمة ، و قد سبقتهما رقية مع زوجها عثمان بن عفان
و تظل زينب مع زوجها أبي العاص في مكة ، و قلبها ما بين كسير على فراق الأحبة و آمل في تغير موقف زوجها .
و تتطور الأحداث سراعا حتى غزوة بدر الكبرى ، و ترى زينب أبا العاص في مكة يرتدي سلاحه مكرها ، و يخرج من داره متثاقلا ، و تحين منه التفاتة إلى الدار ، فتتلاقى العيون ... إنه خارج لقتال أبيها !!! و هي الحبيبة لو بيده يفديها ! و تطرق الكريمة في ألم ، فإما أن تفقد الزوج أو تفقد الوالد ، و كلاهما مصاب أليم . لك الله أيتها الغالية ، فليرقأ دمعك و ليطمئن بالك فإن الله ناصر أباك و غير خاذلك .
و ينقشع غبار المعركة عن نصر مؤزر للمسلمين ، و يساق الأسرى ، و فيهم الزوج الحبيب و الصهر الكريم – أبو العاص – أسره عبد الله بن جبير الأنصاري . و يعلم الحبيب المصطفى و هو الرحمة المهداة أن أولئك الأسارى فيهم أب أو زوج أو ابن لمسلم من المهاجرين ، فيوصي بهم : "استوصوا بالأسارى خيرا " . ثم يرسل في طلب زوج ابنته زينب و يبقيه عنده في بيته صلى الله عليه و سلم .
و بعث أهل مكة في فداء أسرى بدر ، و كان فيمن أرسلت ابنة الحبيب الكريمة و الزوجة الوفية ، أرسلت أثمن ما تملك لفداء الزوج الغالي . و ينظر الحبيب فإذا بين يديه قلادة زوجته الطيبة المطهرة السيدة خديجة ، قد أهدتها لابنتها زينب يوم أن زفت إلى أبي العاص ، و ها هي الابنة ترسلها فداءا لزوجها . فتدرك الحبيب الرقة و الرحمة فيبكي تأثرا ، و تتحدر الدرات الجمان واحدة تلو الأخرى فوق القلادة الشريفة في اليد الشريفة ، و يدرك المسلمون التأثر لحبيبهم عليه أكرم الصلاة و السلام ، و يسكن الجميع كأنما على رؤوسهم الطير .
ثم يرفع الحبيب رأسه ، و يقول لأصحابه : " إن رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها و تردوا لها ما عليها فافعلوا " ، و تسابق الجميع لاسترضاء الحبيب الغالي الذي لو شاء أمر ، و ردوا " نعم و نعمة عين يا رسول الله " . و أطلق الأسير ، و عاد يحمله قلبه على جناحين ، لولا هم يثقله ، لكان طوى الأرض طيا إلى تلك الحبيبة .
و عاد فإذا هي على الباب تستشرف وصوله ، و خفق القلبان ، و تلاقت عيناها الوادعتان بعينيه فأشاح ببصره ، و أمسك دموعا كادت تطفر . و أفضى إليها بما عاهد عليه أباها عليه الصلاة و السلام : " لقد طلب أبوك أن أردك إليه ، لأن الإسلام يفرق بيني و بينك فلا تحلين لي ، و قد وعدته أن أدعك تسيرين إليه و ما كنت لأنكث عهدي " .
و ربط الله تعالى على قلب المؤمنة الصابرة فثبت للامتحان ، و ركبت مع ولديها علي و أمامة بعيرا جهزه لها زوجها ، و أمر أخاه "كنانة بن الربيع " أن يأخذها إلى حيث ينتظرها زيد بن حارثة و رجل من الأنصار بأمر الحبيب المصطفى ليصحباها إلى المدينة . ووقف هو تلك المرة على باب الدار ، يملأ عينيه قدر ما يستطيع من صاحبته ، رفيقة الدرب ، و أم علي و أمامة . و حانت منها التفاتة أخيرة فألفى دمعا ينساب في استحياء على خديها ، إنها صابرة محتسبة ، و لكنه ألم الفراق . و سار البعير بهودجه ما يدور في خلده أن على ظهره أكرم كريمة و أغلى حبيبة .
و كانت زينب آنذاك حاملا ، و قد خرج بها كنانة نهارا ، و قريش لا تزال موتورة من الهزيمة النكراء التي ألحقها بهم المسلمون في غزوة بدر ، فخرج إليها رجال منهم يمنعونها ، و كان أول من لحقها هبار بن الأسود – أخسأه الله – روعها برمحه فوضعت جنينها .
فتأهب كنانة للدفاع عنها و نثر سهامه بين يديه و صاح فيهم : و الله إنكم لتعلمون أني أرمي فما أخطئ ، و لا يدنون مني رجل إلا وضعت فيه سهما . فأقبل عليه أبو سفيان و قال : أيها الرجل كف عنا نبلك نكلمك . فكف عنهم ، فتقدم إليه أبو سفيان و قال : إنك لم تصب ، خرجت بالمرأة على رءوس الأشهاد علانية و قد عرفت مصيبتنا و نكبتنا ، فيظن الناس فينا الضعف و الوهن ، و أن ذلك من ذل ما أصابنا . و لعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، و لكن ارجع بها حتى إذا هدأت الأصوات و تحدث الناس أن قد رددناها فاخرج بها سرا و ألحقها بأبيها .