منتدي الاخوة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي الاخوة


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

من أروع قصص الحب الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1من أروع قصص الحب الجزء الثاني Empty من أروع قصص الحب الجزء الثاني الجمعة يوليو 31, 2009 5:57 am

ك ايمن زكريا


Admin

و لما شفيت رضي الله عنها من آثار السقط ، استأنفت الرحلة إلى أبيها عليه الصلاة و السلام ، و لما علم منها بما كان ، أمر بقتل هبار فقتل بعد ذلك .

أما ما كان من أمر الحبيبن ، فقد ظلا على البين مدة ست سنوات كاملة ، احتوى فيها الكريمة بيت النبوة و الأبوة ، و انشغل فيها الكريم بتجارته – أو تشاغل- و ما شارك في معركة ضد المسلمين بعد بدر . حتى إذا كانت السنة السادسة من الهجرة قبيل فتح مكة ، خرج أبو العاص في تجارة لقريش ائتمنوه فيها على مالهم ، لما كان له من باع في حفظ الأمانات . و لما قفل راجعا ، لاقته سرية من سرايا الرسول صلى الله عليه و سلم ، فأصابوا ما معه ، و فر هو بنفسه ، و دخل المدينة ليلا خائفا يترقب .

و مضى الصهر الكريم ، يجوب طرقات المدينة في توجس ، و عيناه تجوسان خلال الديار في لهفة ، حتى وقع بصره على غايته ، و أسرع إلى دارها يسبقه قلبه ليطرق على الباب . و تؤمنه الزوجة الوفية الكريمة ، و تجيره . حتى إذا كانت في صلاة الفجر ، و كبر الحبيب و من بعده المسلمون ، صاحت زينب من بين صفوف النساء : " أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع " .

فلما سلم الحبيب المصطفى من الصلاة ، قال : " أيها الناس ، هل سمعتم ما سمعت ؟ و الذي نفسي محمد بيده ما علمت بشئ من ذلك حتى سمعت ما سمعتم " . ثم أردف " " إنه يجير على المسلمين أدناهم ، و قد أجرنا من أجرت يا زينب " . ثم ذهب الأب الحنون إلى بيت الكريمة الأصيلة ، و قال لها : " أكرمي مثواه يا بنية ، و لا يخلصن لك ، فإنك لا تحلين له " .

ثم قام الأمين عليه أكرم الصلاة و أجل التسليم ، فجمع أفراد السرية ، و قال لهم في رفق القائد الذي ما برح حب أصحابه له يملك عليهم لبهم ، فإنهم ليتنسمون منه إشارة بإصبعه يتبادرونها جميعا أيهم يسبق إلى إرضائه ، قال لهم : " إن هذا الرجل منا حيث علمتم ، و قد أصبتم له مالا ، فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك ، و إن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم فأنتم أحق به " . و إن كانت لتكفي أن يقول الحبيب المصطفى : إنا لنحب ذلك ، حتى يسارع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كلهم يبتدر أخاه : " بل نرده عليه يا رسول الله حبا و كرامة " ، حتى إن الرجل كان ليجيء بالدلو فيرده إليه .

و لقي بعض المسلمين أبا العاص يجهز نفسه للرحيل ، فقالوا له : " هل لك في أن تسلم و تأخذ الأموال لك ، فإنها أموال مشركين " ، فرد رد رجل ، جدير بأن يكون صهر الحبيب ، و ابن أخت الطاهرة الطيبة ، و زوج العقيلة الكريمة المحتد ، قال :

" بئس ما أبدأ به إسلامي أن أخون أمانتي "

و يعود أبو العاص إلى مكة . حتى إذا رد الأمانات إلى أهلها ، نادى فيهم : يا معشر قريش ، هل بقي لأحد منكم عندي شئ ؟ قالوا : لا ، فجزاك الله خيرا ، فقد وجدناك وفيا كريما .فصدح فيهم : " فأنا أشهد ألا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و الله ما منعني من الإسلام عنده إلا أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم ، فلما أداها الله إليكم ، و فرغت منها أسلمت " . و مضى ينهب الأرض نهبا ، و يطوي المسافات طيا إلى مليكة قلبه . و أخيرا كان اللقاء المنتظر بعد طول بين ، و ما زاد الفراق شوقيهما إلا حرارة و تأججا ، و ما زاد اللقاء قلبيهما إلا التحاما و تماسكا .

فليهنأ هذا البيت المبارك بأكرم عقيلة و أشرف صهر ما وجد إلى الهناءة سبيلا ، و ليتقلب في أعطاف الرحمة النبوية ما استطاع ، و ليتزود الحبيبان من الأنس ما لاح لهما قريبا من متناولهما ، فإن لوعة الفراق الثاني بعد بهجة اللقاء الثاني لقريبة .

عام واحد ألقى فيه اللقاء بظلال الأنس و البهجة على ذلك الشمل المبارك ، الذي التحم بعد طول تصدع . ثم عاد الفراق يحن لينسج خيوطه في جنبات الروضة الغناء ، و قد كان له ما أراد . ماتت الحبيبة الكريمة في أول السنة الثامنة للهجرة ، و قد تساقط من أوراق عمرها المجيد المبارك واحد و ثلاثون ورقة . و أكب الزوج الملتاع على رفيقة الدرب تبكيها عيناه دموعا ، و يبكيها قلبه دما ، و راح يناجي الجسد المسجى في حرقة ، حتى أبكى من حوله . و بكى الحبيب المصطفى ابنته ، و أشرف على غسلها ، و صلوا عليها في المسجد النبوي ، و شيعتها قلوب مثقلة بألم الفراق إلى مرقدها الأخير .

و عاد أبو العاص يجر رجليه جرا إلى منزل كان منذ سويعات أحب بقاع الأرض إلى نفسه ، فغدا الآن أوحشها . و كيف يأنس بدار أقفرت من حبيبة هي أكرم حبيبة ، و عقيلة هي أوفى عقيلة ، و ابنة هي أبر ابنة ، و كريمة هي أشرف كريمة .

و كتب للحبيبين اللقاء الذي لا فراق بعده بعد سنوات أربع ، في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، في السنة الثانية عشرة للهجرة . و تطلع أبو العاص وهو على فراش الموت فرأى وجها كما عهده دوما ، و شعر كما لو أن أناملاها تلامس يده تستعجله المجيء ، فابتسم و لسان حاله يقول : أهلا بالموت .. حبيب جاء بعد غياب .

هذا هــو الحب الصادق..

هذا هــو الوفاء..نعم الوفاء

﴿وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ﴾

أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه ..
ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قُرة أعين وأجعلنا للمتقين إماما ..

https://elekhwa.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى